فقر مدقع، منازل قديمة جداً تعوم على مياه الصرف الصحى، ومياه شرب ملوثة، ووحدة صحية بدون أى الخدمة» ذلك عنوان محافظة أسيوط، لم يختلف الحال فى محافظة أسيوط عن الكثير من المحافظات التى تم الحديث عن أزماتها خلال الحلقات السابقة، حيث تعانى المحافظة منذ تولى اللواء عصام سعد زمام أمورها العديد من الأزمات التى جعلت المواطن الأسيوطى فى سخط دائم ومستمر على أداء المسئولين عن المحافظة، أصبحت القمامة عنوان الكثير من شوارع المحافظة، ناهيك عن القرى التى تفاقمت أزماتها ومشكلاتها دون حل حذرى يساعد قاطنى هذه القرى على ممارسة حياة آدمية، تلك القرى التى لم يحالفها الحظ حتى وقت كتابة هذه السطور فى إدراجها ضمن خطة توصيل الصرف الصحى، وكذا التى حالفها الحظ وتم التوصيل فلا جدوى منه لعدم اكتماله وترك البالوعات مكشوفة دون أغطية، مما جعل الأهالى تلجأ إلى ردمها خوفًا على أبنائهم من السقوط بها، وكذا انقطاع مياه الشرب المتكرر والاهتمام الدائم بشوارع المحافظة الرئيسية دون النظر إلى الشوارع الجانبية والقرى.
ومما تعانى منه أيضاً محافظة أسيوط والعديد من مراكزها أزمة انتشار التوك توك، حيث أصبح مركز ابوتيج بؤرة للتوك توك حيث يوجد به ما يزيد على 10 آلاف توك توك مما ساعد على انتشار السرقة وكذا الخطف ناهيك عن قيادة الأطفال لهذه المركبات دون رادع أو وجود عقاب.
أزمات عديدة تعانى منها القرى فى المحافظة ولو أردنا التحدث عنها
كافة لما استطعنا إيجازها فى هذه السطور، تعتبر أزمة الصرف الصحى بقرية الزرابى بمحافظة اسيوط من الأزمات المتفاقمة والتى تعاقب عليها العديد من المحافظين دون حلول جذرية وسريعة ترحم أهالى القرية من خطر الغرق فى مياه الصرف الصحى، حيث يتم الآن تحويل مياه الصرف الصحى بعد امتلاء الاحواض الموجودة غرب القرية ناحية الجبل الغربى إلى ترعة التصافى والتى تمر وسط القرية.
ولم يشفع اعتراض الأهالى على هذا الحل عند المسئولين وتغيير الخطة والتفكير فى حل بديل، بل بدأ تنفيذ ذلك الحل منذ 7 اشهر وكأن القائمين على امور المحافظة يقدمون الأهالى فريسة للأمراض وانتشار الأوبئة، اما طرق المحافظة فحدث ولا حرج دون استثناء، فالطرق فى كافة مراكز المحافظة متهالكة تمامًا ومنها الذى تحول إلى طرق ترابية بعد تعاقب العديد من المسئولين دون رصف أو اهتمام.
يقول السيد أحمد: أصبحت الطرق فى العديد من مراكز المحافظة لا تساعدنا على قضاء احتياجاتنا ناهيك عن التكسير الذى يلاحق كافة الطرق وذلك بحجة توصيل الصرف الصحى، حيث يتم توصيل المواسير وتكسير الطرق فقط دون وجود صرف صحى مما يجعلنا نخسر الجزء المتبقى من الطريق والصالح للسير عليه، حيث لم تقم شركة المياه والصرف الصحى برد الشىء
إلى اصله بعد التكسير، مضيفا: تعانى منازل القرى من تآكل العديد من جدرانها بسبب الطرنشات المستخدمة فى حل مشكلة مياه الصرف الصحى مما يجعلها عرضه للانهيار فوق رؤوس أصحابها.
وأضاف فوزى علام: نعانى فى قرية المطيعة من انتشار القمامة دون تواجد ملحوظ للوحدات المحلية التى تكتفى بالتقارير المكتبية، نظل لأكثر من أسبوع دون رفع للقمامة من الشوارع، اما فى تخليص الأوراق فى الوحدة المحلية فحدث ولا حرج، حيث أن الموظفين بالكثير من الوحدات فى القرى تواجدهم مثل عدمه، فعند ذهابك فى الحادية عشرة صباحا تجدها خاوية على عروشها دون موظفين فى حين أن الدفاتر تثبت أن كافة الموظفين حضور!!
وأوضح محمد حسين أحمد، 70 سنة، من أبناء قرية المسعودى، أن 80% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، فضلاً عن عدم وجود خدمات: «أى شىء نحتاجه نضطر للنزول لمدينة أبوتيج لشرائه، والظروف صعبة، الوحدة الصحية مافيهاش دكتور، وهى عبارة عن مبنى متهالك محاط بسور من الخارج حين تدخله تشعر وكأنه مبنى مهجور».
اما فى قرية أبوصالح بمركز القوصية حيث أن القرية لا تحتوى إلا على مدرسة واحدة تعمل فترتين صباحية ومسائية للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، كما لا تحتوى القرية على مدرسة للمرحلة الثانوية، ما يجعل الطلاب يلجأون للمدارس فى القرى المجاورة، ويعانى الأهالى أيضاً من المياه الجوفية.
كما يعتبر عدم وجود جمعية زراعية مشكلة تسبب معاناة للأهالى، فالنشاط الأساسى بالقرية هو الزراعة، إلا أن عدم وجود جمعية زراعية يؤدى إلى عدم توافر الأسمدة للمزارعين فيلجأون لتوفيرها من القرى المجاورة بما يؤدى لرفع الأسعار، كما يحتاج الأهالى لوحدة بيطرية لعلاج المواشى.
وأخيرا طالب الأهالى المسئولين بالنظر إليهم بعين الرحمة والعمل على توفير كافة احتياجاتهم المعيشية التى تساعدهم على ممارسة حياتهم الطبيعية، والعمل على تخفيف الأعباء التى أصبحت تحاصر المواطنين من كل اتجاه.
[ad_1]